المواطن/ كتابات – أحمد طه المعبقي
بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير السلمية .
أصبح المواطن التعزي لايفرق بين مليشيات الحوثي التي نصبت نفسها بديل عن الدولة ، وبين مليشيات حزب الإصلاح بتعز التي نصبت نفسها ايضا بديل عن الدولة .
اختطاف المواطنيين وأخفاءهم ليس سلوك رجال الدولة وليس سلوك ثوار يحلمون بحياة حرة تسودها العدالة والمواطنة المتساوية .
وكما هو معروف بإن الدستور اليمني ومسودة مخرجات الحوار الوطني تنص على التداول السلمي للسلطة عن طريق أنتخابات حرة ونزيهة قائمة على تكافؤ الفرص بين المتنافسين .
لذا لايحق لحزب الإصلاح ، وجماعة أنصار الله بان يحتكرا السلطة ، وينصبا انفسهم حكام شرعيين على البلاد . مادام الشعب اليمني لم ينتخبهم . فالسلطة مصدرالشعب وليس هبة من السماء تمنح لجماعة ما ، والله العادل لم يصطف جماعة الحوثي أو جماعة الأخوان عن بقية الشعب اليمني ومكوناته السياسية .
لذا ليس من حق مليشيات الحوثي وليس من حق مليشيات حزب الإصلاح بإن يبنون سجون خاصه بهم ، ويصادروا حرية المواطنيين – تحت أي مسمى .
من المخزي ومن المعيب بان نحتفل بالذكرى الثامنة لثورة فبراير السلمية ، ونجم الثورة الشبابية أيوب الصالحي ورفيقه أكرم حميد يقبعا منذ ثلاث أعوام في سجون أحد الأحزاب السياسية ، والمخزي أكثر بإن ماتسمي نفسها بتحالف الأحزاب السياسية الداعمه للشرعية بمحافظة تعز صامته وساكته ولم تحرك ساكن بخصوص السجون والاخفاء القسري الذي يدار من أكبر الأحزاب داخل التحالف السياسي الداعم للشرعية – بتعز- اعتقد بإن الحزب السياسي الذي لاينتصر للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان لايستحق أن يكون حزب سياسي – هذا بحسب مفهوم الحزب في القرن الواحد والعشرين .
في لحظة الذي كنا نعتقد بإن حزب الاصلاح الذي انبثق من جماعة الأخوان قد تخلق بالحياة المدنية وترك ثقافة الاختطاف والاخفاء القسري .الذي اكتسبها من جهاز الامن الوطني ذلك الجهاز الأمني الذي تشكل في أواخر السبعينات من القرن الماضي واستمر حتى قيام الوحدة ، وهي الحقبة الزمنية التي شهدت فيها اليمن عملية أختطافات واخفاء قسري . ولم نكون نتوقع بإن التاريخ سيكرر نفسه وستشهد الالفية الثالثة أكبر عملية أختطاف واخفاء قسري في تاريخ اليمن المعاصر .
كنا نعتقد بإن حزب الإصلاح حزب مدني يختلف عن المليشيات الحوثية تلك المليشيات التي رفضت ترك السلاح والانخراط في العمل السياسي .
لكن الاحداث الأخيرة علمتنا أشياء كثيرة وكشفت الوجة الحقيقي لحزب الإصلاح الذي يمثل أمتداد للتنظيم السري للرجال النظام الخاص ( الجناح العسكري داخل الجماعة ) وهو الجناح لأكثر دموية . ولايقبل بالأخر .
والمشكلة هنا تكمن بإن إصلاح تعز ؛ يريد أن يديرمحافظة تعز بعقلية محمد خميس وبعقلية محمد اليدومي ؟ معتقدا بإن عقلية اليدومي تصلح في إدارة مجتمع مدني مثل تعز !!
إذا إصلاح تعز استمر في هذا النهج ، و لم يدارك الموقف ويسارع بأطلاق المختطفيين والمخفيين قسرا في سجونه ؛ سيؤدي به المطاف إلى نهاية كارثية وهي نهاية المستبدين والمفسدين في الآرض .
إذا حزب الإصلاح لم يجدد نفسه ويعيد النظر بمدرسته الفكرية و يستفيد من التراث الإسلامي المتنور وقادة الفكر التنويري أمثال عبدالرحمن الكواكبي ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني ؛ سيكون مصيرة مثل مصير الجماعات الأرهابية والتكوينات العسكرية الخارجة عن القانون – وهذا مالانريده ؟ كل الذي نريده من حزب الإصلاح بٱن يترك العمل المليشاوي ويغلق السجون الخاصة به ؛ ويطلق سراح المختطفيين والمخفيين قسرا ، ويعود يمارس عمله كحزب سياسي كبقية الأحزاب السياسية .